الاثنين، 2 يوليو 2012

بحر يُستعصى على الحرث



يا بحر ...
هل  تحاول في غيابك 
أن تثير رياح العذاب ؟
هل تبعث نَوّك من رحم كانون
وتستدعي أعاصيرك
من كل الأجواء؟
هل تحاول قتلي
وأنا آتي كل يوم إلى شاطئك
فأراه خالياً منك
وأرى أسماكك تتقافز في رمال
القاع الطينية تستجلب الهواء
الذي أخذته معك في رحيلك
لترقد في نهاية الأمر
شهيدة الفقد ..شهيدة الغياب
يا بحر ....
كل ما خلفته كان سياطاً
للعقاب
حتى طيور النورس
التي كانت تحلق في سمائك
حتى الموج الذي كان يعتليك
عند استعار الغضب
حتى صوتك الساحر
وهو يترنم منذ بدء
التكوين ...
ورائحتك ...
تلك التي أغرق فيها
وأقضي نحبي ثم أطفو على
السطح كزبدك الأبيض
كل شيء يذكرني بك بات عذاباً
حتى طعم ملح دموعي
يذكرني بحدة موتك المشتهى
آه يا بحر ...
كم أشتهي الموت في حضنك
وليقولوا قضت عاشقة
عد يا بحر
عد فالليل والقمر
والأسماك والشِباك
و المحار والحوريات
وحتى همسات العشاق
اشتاقت لك
و أنا يابحر
يقتلني صمتك
واجتثاث متنك من السطر
عد يابحر سأراقبك من بعيد
لن أزعجك
فقط كلما هزني الشوق
لجأت إلى شطك الواسع
وبين موجة وأخرى
سأحبس أنفاسي لأستمع
إلى همسك
عد يا بحر
أنت في أمان مني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق